20 IMCWP, Written Contribution of Syrian CP

11/23/18 9:29 PM
  • Syria, Syrian Communist Party 20th IMCWP Ar Asia Communist and workers' parties

كلمة الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي السوري عمار بكداش

في اللقاء العالمي العشرين للأحزاب الشيوعية والعمالية

أثينا 23 ــ 25 تشرين ثاني 2018

 

 

أيها الرفاق الأعزاء!

بداية، أتوجه بعميق الشكر إلى الحزب الشيوعي اليوناني الشقيق على تنظيمه للقائنا الأممي العشرين هذا. وكان ليّ الشرف الكبير أن أشارك في اللقاء العالمي الأول للأحزاب الشيوعية والعمالية، الذي انعقد عندما تبلورت العزيمة لتكوين هذا الإطار للتعاون والتنسيق بين فصائل الحركة الشيوعية العالمية، وفي الظروف بالغة الصعوبة التي مرت بها حركتنا بعد انهيار الاتحاد السوفييتي والمنظومة الاشتراكية العالمية. فقد شارك الحزب الشيوعي السوري بهذه المبادرة الحميدة، التي كان للحزب الشيوعي اليوناني باع أساسي في تنظيمها، يقيناً منا بأن الهجمة الإمبريالية المستشرسة تتطلب زيادة التنسيق والتعاون بين أحزابنا من أجل التصدي الناجع لهذه الهجمة والاستمرار في النضال المشرّف للشيوعيين على النطاق العالمي من أجل هزيمة الإمبريالية وسلطة الرأسمال.

وحالياً، عندما ينعقد اللقاء العشرين لأحزابنا يعيش العالم ظروفاً لا تقل خطورة عما كان عليه قبل عشرين عاماً، بل ربما هي أكثر خطورة في بعض المجالات، خاصة بما يتعلق بخطر نشوب حروب ضارية تهدد بقاء البشرية.

إذ تحتدم وبشكل متصاعد التناقضات الأساسية للإمبريالية العالمية والتي شخصتها اللينينية بما يلي:

1 ــ التناقض بين العمل والرأسمال والذي تبدو آثاره الكارثية واضحة ليس فقط في دول الأطراف الرأسمالية، كما هو معتاد عليه، بل وفي المراكز الإمبريالية ذاتها حيث تتخذ الطغم المالية والحكومات التي تمثلها هناك، خطوات متتالية هادفة إلى تصفية ما كان يعرف بـ «الدولة الاجتماعية»، أي تجري تصفية مكتسبات الكادحين التي حصلوا عليها نتيجة نضال طويل وبفضل وجود المنافس الاشتراكي الذي كان يواجه المنظومة الرأسمالية العالمية. ويتقهقر وضع عدد غفير من الكادحين في المراكز الرأسمالية وفي أوجه عديدة إلى ما كان عليه وضعهم في النصف الأول من القرن العشرين.

2 ــ التناقض بين المراكز الرأسمالية الإمبريالية ودول الأطراف الرأسمالية. وهنا نلاحظ أنه إلى جانب استمرار اتباع أسلوب النهب الاقتصادي الذي أُطلقت عليه تسمية «الكولونيالية الجديدة» من خلال تصدير الرأسمال الاحتكاري والتبادل غير المتكافئ وبالتالي زيادة وتيرة نهب شعوب دول الأطراف، تجري العودة إلى الأساليب الكولونيالية المباشرة أي إلى العدوان العسكري من قبل المراكز الإمبريالية والأنظمة العميلة التابعة لهذه المراكز على بلدان مستقلة في محاولة جعلها أشباه مستعمرات بل ومستعمرات بكامل معنى الكلمة. والأمثلة الصارخة على مثل هذه السياسة العدوانية التوسعية الإمبريالية نجدها في حال أفغانستان والعراق وليبيا واليمن ووطني سوريا، التي تعرضت كلها أو تتعرض للعدوان العسكري الإمبريالي المباشر أو عبر عملاء الإمبريالية، بدعم مكشوف من قبل الدول الإمبريالية. كما أنه في منطقتنا هناك كيان مرتبط وجوده بالسياسة العدوانية اتجاه الدول المجاورة وبتطبيق سياسة التمييز العنصري المقرف بحق السكان الأصليين وهذا الكيان هو إسرائيل الصهيونية.

3 ــ التناقض بين المراكز الإمبريالية، أي التناقض فيما بين الاحتكارات المالية والحكومات التي تمثلها من أجل توزيع الحصص من النهب الإمبريالي الشامل للعالم. وقد أضيفت أطراف جديدة في هذا الصراع. فإلى جانب المراكز الإمبريالية التقليدية أي الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا الغربية واليابان، نجد أن دولاً مثل الصين وروسيا أصبحت تشترك بفعالية بالصراع من أجل «مكان تحت الشمس»، أي أنه تجري حالياً صراعات محتدمة من أجل إعادة توزيع مناطق النفوذ الاقتصادي ومن ثم السياسي في العالم. وهذا النوع من الصراع يحمل في طياته مخاطر نشوب حرب شاملة.

إن كل التقدميين في العالم يدركون النتائج الكارثية التي تنتج عن حرب شاملة ومدمرة وهم يعملون ضد خطر نشوبها بأساليب متعددة. ولكن ما يميز الشيوعيين في نضالهم ضد هذا الخطر هو أنهم يربطون نضالهم من أجل السلم بنضالهم ضد الإمبريالية. فطالما هناك إمبريالية، هناك خطر الحرب. ولإزالة خطر الحرب يجب إسقاط الإمبريالية.

وكم هي صحيحة وآنية كلمات لينين التي قالها في بداية القرن العشرين: «على البشرية إما الانتقال إلى الاشتراكية، أو أن تعيش سنين أو حتى عشرات السنين في ظروف الصراع المسلح بين الدول «العظمى» من أجل الحفاظ المصطنع على الرأسمالية بواسطة المستعمرات والاحتكارات والامتيازات والاضطهاد القومي بشتى أنواعه». (لينين، الاشتراكية والحرب).  كما يشير لينين بنفس الصدد إلى أن «على الاشتراكيين أن يستغلوا الصراع بين قطاع الطرق (الإمبرياليين) من أجل إسقاطهم جميعاً».

وكل تطورات الأحداث التي يشهدها العالم تدل بوضوح على أن حتمية الثورة الاشتراكية تأتي بالدرجة الأولى كنتيجة تطور تناقضات الإمبريالية.

أيها الرفاق الأعزاء،

كما تدل المتغيرات على الساحة الدولية، على زيادة دور حركات التحرر الوطني بصفتها جزء مكون من العملية الثورية العالمية. وقد وجهت المقاومات الوطنية والتي هي موضوعياً جزء من حركات التحرر الوطني، بغض النظر عن الإيديولوجية السائدة في هذا الفصيل أو ذاك، ضربات جدية إلى النزعة التوسعية للإمبريالية وعملائها. هذا ما شاهدناه في العراق الذي كبدت مقاومته خسائر مؤلمة لقوات الاحتلال الأميركي في العقد الأول من هذا القرن، وهذا ما جرى في لبنان عندما أحرزت مقاومته المقدامة عدداً من الانتصارات على قوات إسرائيل الصهيونية الغازية. كما أن مقاومة الشعب اليمني تزعزع وضع ممالك وإمارات شبه الجزيرة العربية الموالية بشكل مطلق للإمبريالية. وهذا ما تفعله سوريا في تصديها الباسل للهجمة الشرسة من قبل الإمبريالية الأطلسية وعملائها والعدوانية المستمرة لإسرائيل الصهيونية.

لقد شخص الحزب الشيوعي السوري، ومنذ بداية الأحداث في سوريا قبل أكثر من سبع سنوات، الطابع الوطني للمعركة التي يخوضها شعبنا. وانخرط الشيوعيون السوريون في المعركة الكبرى في الدفاع عن وطنهم، إلى جانب القوى الوطنية الأخرى. وبنضالهم هذا يقوم الشيوعيون السوريون ليس بواجبهم الوطني فقط، بل بواجبهم الأممي أيضاً، في الحفاظ على قلعة تقف بالمرصاد للمخططات التوسعية الإمبريالية والصهيونية. وحالياً يرى حزبنا أن أهم هدف يقف أمام شعبنا هو تحرير أراضيه الواقعة تحت نير الاحتلال الإمبريالي وكذلك التصدي الصارم للمشاريع التي تضمرها الأوساط الإمبريالية والهادفة إلى تقسيم سوريا.

إن المؤتمر الثاني عشر للحزب الشيوعي السوري، والذي انعقد قبل فترة وجيزة، أكد على صحة توجهات النضال الوطني التي طرحها حزبنا في:

1 ــ الدفاع عن الاستقلال الوطني.

2 ــ الدفاع عن السيادة الوطنية الكاملة.

3 ــ النضال اللا هوادة فيه من أجل الحفاظ على وحدة التراب الوطني.

ويتميز الحزب الشيوعي السوري بربط النضال الاقتصادي الاجتماعي مع النضال السياسي العام. فحزبنا الشيوعي السوري يناضل من أجل القطيعة الكاملة مع التوجهات الليبرالية الاقتصادية دفاعاً عن الإنتاج الوطني وعن مصالح الجماهير الكادحة.

إن كل نضال حزبنا يجري تحت الشعار الوطني والطبقي الواضح: «الدفاع عن الوطن والدفاع عن لقمة الشعب!».

أيها الرفاق الأعزاء،

إن ظروف الهجمة الإمبريالية المستشرسة واحتدام تناقضات الإمبريالية، تتطلب زيادة لحمة الحركة الشيوعية والعمالية العالمية وتقوية التنسيق بين فصائلها، من أجل التصدي الناجع للإمبريالية ومن ثم إسقاطها. كما أن هذه الظروف تبين ضرورة تكوين جبهة عالمية موحدة بين الحركة العمالية الثورية وحركات التحرر الوطني.

مرشدنا هو الشعار الماركسي ــ اللينيني الكبير:

يا عمال العالم ويا أيتها الشعوب المضطهدة اتحدوا!