21 IMCWP, Contribution of DPT of Bahrain

10/22/19 10:52 AM
  • Bahrain, Democratic Progressive Tribune Ar Asia Communist and workers' parties

 

 

 

 

مداخلة المنبر التقدمي 

في لقاء الأممية ال21  للأحزاب الشيوعية والعمالية المنعقدة في أزمير

ايها الرفاق الأعزاء 

في البدء انقل لكم تحيات الرفاق اعضاء اللجنة المركزية للمنبر التقدمي وكل الرفاق ومناصري الحركة التقدمية في البحرين، كما نحيي نضالاتكم والأدوار التي تضطلع بها احزابكم متمنين لكم ايامًا قادمة مكللةً بمزيد من الإنتصارات نحو عالم خال من الأستغلال يسوده السلام  .

شكرًا جزيلًا لرفاقنا في الحزبين الشيوعيين التركي واليوناني على جهودهم الكبيرة في تنظيم هذا اللقاء، وما بذلوه من جهود مقدرة في تأمين شروط نجاحه.

رفاقناالأعزاء

كما تعلمون فإن منطقة الخليج شهدت وتشهد تطورات خطيرة القت بظلالها على مجمل مفاصل الحياة السياسية والأقتصادية بل ويمكننا القول ان اثرها امتد الى تفاصيل الحياة اليومية للمواطن البسيط وبالأخص الكادحين منهم في هذه المنطقة، جراء الحرب المستمرة في اليمن، ومخاطر المواجهة العسكرية بين الولايات المتحدة وإيران، والتي ستكون بلداننا إحدى ساحاتها فيما لو اندلعت بسبب أي حماقة.

والمؤكد أيضًا أن آثار هذه الحرب ستطال الأقتصاد العالمي، وكامل الأمن والسلم في العالم بالنظر للأهمية الإستراتيجية للمنطقة. لانريد هنا ان نكون متشائمين او اننا نفقد الأمل ولكن اليس نحن اكثر من يعرف الطبيعة الوحشية للرأسمالية ؟

إننا نتمنى ان ينتصر صوت العقل والحكمة وأن يزول شبح الحرب الا ان التاريخ دائما مايلقي بظلاله على عقولنا وطريقة تفكيرنا، فالطبيعة الوحشية للنظام الرأسمالي القائم على مبدأ الإستغلال وأخضاع الشعوب ونهب مقدراتها وخيراتها دائما مايصل الى نقطة تصادم فيما بين اقطابه على  تقاسم المصلحة. وقد ثبت لنا اكثر من مرة ان العالم انزلق فعلا الى المواجهة العسكرية بين هذه الأقطاب . 

وإن بدا لنا بين فترة واخرى أن شبح الحرب يتراجع الا ان اسبابه الكامنة في الأزمة الأقتصادية التي يعاني منها النظام الرأسمالي يبقي سعير الأزمة مشتعلاً. مثل ما يتم احيانا حين يتم الأتفاق بينها على طريقة إدارة الأسواق العالمية واقتسام المصالح؛ فالإتحاد الأوروبي على سبيل المثال

 

 

 

يعاني من تصدع في داخله ولم يتمكن من تخطي ازمته مع بريطانيا حتى اليوم وفي الوقت نفسه تتصادم مصالحه مع الولايات المتحدة الأمريكية وكل هذا انعكس بشكل واضح في التعاطي مع ازمة الشرق الأوسط والعقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة ضد ايران.

 هذا الوضع المتأزم جرّ دول المنطقة إلى شراء كميات كبيرة من الأسلحة تخطت عشرات المليارات من الدولارات، وهي أرقام فلكية كان من المفترض أن توظف في تنمية الاقتصادات الوطنية لهذه الشعوب، لدرجة أن بعض هذه الدول اضطرت لسد عجزها عبر الإستدانة أو الصرف من احتياطها العام واخرى قامت بهذا وذاك بل وتطاولت على صناديق الضمان والإدخار، ويترافق ذلك مع المزيد من التضييق على حرية الرأي والتعبير وفرض القرارات قسرا او من خلال هيئات ومؤسسات برلمانية شكلية غير مستقلة.

بهذه الطريقة رهنت السلطات السياسية في منطقة الشرق الأوسط وتحديدا الخليج العربي خيرات شعوب المنطقة ومقدراتها بيد الشركات الرأسمالية العابرة للحدود ووظفتها من أجل ان يصمت العالم الرأسمالي عن سطوتها على شعوب هذه البلدان.

أيها الرفاق، 

رغم أننا في القرن الحادي والعشرين فإن شعوبنا ما زالت مفتقدة للحياة الديمقراطية الحقة،  ولاتملك الحق في التداول السلمي للسلطة، وتدفع شعوبنا ثمنًا باهظًا من حريتها وكرامتها وانسانيتها من اجل ضمان تدفق رؤوس الأموال إلى الشركات الكبرى في الدول الرأسمالية . من اجل حماية مصالح هذه الشركات وبقاء سيطرتها على منابع النفط والغاز قامت دول مثل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا ببناء قواعد حربية في المنطقة ففي البحرين توجد قاعدة القيادة المركزية للقوات الأمريكية في المنطقة، بينما في دولة قطر توجد أكبر قاعدة جوية وهي قاعدة العديد تابعة ايضا للجيش الامريكي.

في هذا السياق ولذات الأسباب أوجدت الامبريالية اسرائيل المحتلة لأرض فلسطين في المنطقة لتبقى الذراع  الطولى والأكثر ثقة لحماية مصالحها، إذ أن تلازم الإحتلال الأسرائيلي للأراضي العربية الفلسطينية والهيمنة الأمريكية على المنطقة تلازم جيوسياسي يمثل أهمية قصوى وامتداد مكاني .

كل  ما أشرنا اليه هنا هي ضمانات لإطلاق يد الدكتاتوريات الحاكمة في مواجهة شعوبها والإنفراد بالقرار دونه، هذا الواقع المزري دائما ما يكون ارضًا خصبة للفاسدين وسراق المال العام الذين يتدرجون في سلم الوظائف الإدارية ويتبوؤون المناصب العليا مثل الوزارات انطلاقا من القاعدة التي تتبناها السلطة السياسية المطلقة (الولاء قبل الكفاءة)، وبسببهم يتضخم الفساد والمحسوبية

 

 

 

 

وتوظف الانتماءات المذهبية والطائفية والقبلية والعرقية  لضمان ديمومة منظومة الفساد، بدلاً من تكريس مبدأ المواطنة المتكافئة في الحقوق والواجبات. 

يقف المنبر التقدمي مع غيره من التنظيمات والأحزاب السياسية التقدمية من خلال نشاطه الميداني ودور اعضائه في مؤسسات المجتمع المدني، ومن خلال مشاركاته ونشراته وادبياته المعلنة، مناهضًا لخيارات الحرب في المنطقة ومن اجل السلم العالمي، مطالبا اخلاء منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك  بلادنا البحرين من الوجود العسكري الأمريكي.

 كما أننا نناضل بكل السبل الممكنة والمتاحة من أجل الحرية والديمقراطية. ويتواجد المنبر التقدمي في كل ساحات النضال المطلبي والمعيشي التي اخترق من خلالها كل قلاع المذهبية والإثنية حيث تؤكد التجربة أن مصلحة الشعوب والأوطان  تتخطى هذه الفوارق حينما يصبح الهمّ المعيشي المشترك مطلبًا جامعًا لها.

 

المنبر التقدمي

ازمير 2019