Extraordinary TeleConference of the IMCWP, Contribution of Jordanian CP

12/11/21 12:05 PM
  • Jordan, Jordanian Communist Party Extraordinary TeleConference of the IMCWP Ar Asia Communist and workers' parties

نص كلمة الحزب الشيوعي الأردني في مؤتمر الأحزاب الشيوعية والعمالية العالمية

الرفاق الأعزاء ممثلي الأحزاب الشيوعية والعمالية

أتشرف بأن انقل اليكم، أيها الرفاق الأعزاء، أحر تحيات اللجنة المركزية لحزبنا الشيوعي الأردني، مقرونة بالأمل والتفاؤل بأن تسهم مداولات مندوبي الأحزاب الشقيقة في تحقيق فهم أفضل للمشكلات المعقدة التي تواجه حركتنا، وبأن تسهم النتائج التي ستتمخض عن هذا اللقاء الدولي الهام في تعزيز علاقات التضامن الكفاحية بين الأحزاب الشقيقة القائمة على أساس وحدة المرجعية الفكرية المتمثلة في النظرية الماركسية – اللينينية الخلاقة التي تغتني دوما بمعطيات الواقع الملموس وبتجارب الأحزاب والحركات الثورية، وباسهامات قادتها ومفكريها في حقول المعرفة المختلفة، المستندة الى المنهج المادي العلمي الجدلي في تحليلها للواقع، وفهمه والانطلاق من ثم لتغييره.

أيها الرفاق المحترمون

إن مجابهة النهج العدواني للدوائر الامبريالية العالمية، وخاصة الأمريكية على الصعيد العالمي يتجسد في النضال الملموس الذي يخوضه كل حزب من أحزاب الحركة الشيوعية والعمالية العالمية أو مجموعة الأحزاب الثورية على صعيد كل إقليم من أقاليم العالم المختلفة ضد النهج السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي تتبناه وتطبقه الأنظمة الحاكمة الموالية والتابعة للمراكز الرأسمالية العالمية، وفي مواجهة الاملاءات التي دأبت المؤسسات المالية والنقدية الدولية فرضها على الدول النامية، وفي التصدي لمساعي الدول الامبريالية تكبيل العديد من دول العالم باتفاقيات مجحفة في شتى المجالاتـ بما فيها المجالين الأمني والعسكري، بحيث تتحول هذه الدول الى راس حربة في تنفيذ سياسات الهيمنة والنهب لمصلحة اطراف التجمع الصناعي العسكري في الولايات المتحدة واحتكارات النفط وتجارة السلاح متعددة الجنسيات. إن نجاح القوى الثورية والتقدمية على الصعيدين الوطني الاقليمي في لجم توجهات الأنظمة الحاكمة التابعة للتساوق مع هذه المخططات العدوانية للدوائر الامبريالية العالمية ومؤسساتها المالية والنقدية التي تنتهك سيادة الدولة الوطنية وتنتقص من استقلالها الوطني، يعد بالضبط اسهاما من جانبها في كسر حلقاتها الواحدة تلو الأخرى، الامر الذي يسهم في خاتمة المطاف في انحسار السطوة الامبريالية الكونية، والاطاحة بنفوذها على الصعيد الكوني.

وادراكا من حزبنا الشيوعي الأردني لهذه الحقيقة، فإن برنامجه الكفاحي يتضمن خوض النضال ضد ارتباطات التحالف الطبقي الحاكم في بلادنا بالدول الامبريالية، وخاصة بالولايات المتحدة الامريكية، وضد التبعية المفرطة لصندوق النقد والبنك الدوليين، التي نجم عنها تفشي ازمة اقتصادية - اجتماعية خانقة آخذة بالتعمق، واتساع غير مسبوق للفقر والبطالة وتراجع القدرات الشرائية للغالبية الساحقة من المواطنين، وخاصة لأبناء الطبقات والشرائح الاجتماعية الكادحة والفقيرة وذوي الدخل المحدود والمتدني. كما تولد عن هذه التبعية المفرطة ضعف المناعة لدى النظام الحاكم في رفض مطلب الولايات المتحدة لاقامة قواعد عسكرية في الأراضيالأردنية، وفي التجاوب مع المطالب الامريكية بتوقيع اتفاقيات اقتصادية مع إسرائيل، تعمق من تبعية بلادنا في مجالات حيوية كالمياه والغاز لإسرائيل، هذه الدولة التي لا تزال الغالبية الساحقة من الشعب الأردني تعتبرها كيانا معاديا، ما فتيء قادته يمعنون في تكريس احتلالهم للأراضي الفلسطينية والعربية، وبذل مساعي محمومة لطمس الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، بما فيها حقه في تقرير المصير وإقامة الدولة الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس على ترابه الوطني، ويرفضون بكل غطرسة وصلف الانصياع لقرارات الشرعية الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينيةـ ويواصلون الإعلان بين الحين والآخر بان وطن الفلسطينيين هو الأردن، وفيها عليهم ان ينشئوا دولتهم.

أيها الرفاق الأعزاء

يقع الأردن في منطقة الشرق الأوسط التي تعاني منذ عقود عديدة أوضاعا شديدة التوتر، ومن انعدام للحد الأدنى من شروط الامن والاستقرار، ومن عدم توفر ظروف طبيعية لتنفيذ برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستقلة، ومن توفر المناخات المواتية لتسعير الخلافات والصراعات على أساس عرقي واثني ومذهبي وطائفي بين القوى السياسية والاجتماعية المختلفة على صعيد كل بلد من بلدان المنطقة وعلى صعيد تأجيج الخلافات الثنائية ومتعددة الأطراف بين دولها.

وبالتدقيق في العوامل والعناصر الخارجية التي تؤجج هذه الصراعات والخلافات التي لها، من دون شك، جذور في التربة المحلية، نجد انها  تكمن في الأدوار التي تضطلع بها الإدارات الامريكية المتعاقبة متكئة على إسرائيل في المقام الأول، باعتبارها القاعدة الامامية المتقدمة للإمبريالية العالمية، وعلى الدول الرجعية التابعة لها في المقام الثاني. وفي سياق مخططاتها لمواصلة نهب ثروات المنطقة العربية، وخاصة النفطية والغازية، وتأمين سبل وطرق نقل النفط والغاز الى أسواقها وخزاناتها، تواصل الإدارة الامريكية وحلفائها في حلف الأطلسي، الاحتفاظ بقدرات عسكرية هائلة في العديد من دول المنطقة العربية، والتدخل الفظ في الشؤون الداخلية لبلدانها، وبذل مساعي محمومة للإطاحة بأنظمة المنطقة التي تنتهج سياسة لا تروق للولايات المتحدة، بالاعتماد على منظمات رجعية، شديدة التطرف، ومن ضمنها جماعات إرهابية، كداعش وجبهة النصرة والقاعدة وسواها.

أيها الرفاق الأعزاء

في الوقت الذي يتطلع فيه حزبنا الشيوعي الأردني، حاله فذ ذلك حال جميع القوى الثورية والتقدمية في العالم العربي الى أوسع حملة تضامن عالمية مع نضال شعوبنا العربية ضد الولايات المتحدة وسياستها العدوانية  واطماعها في التوسع والنهب والهيمنة، وضد نهج حكام إسرائيل تجاه حقوق الشعب الفلسطيني الثابتة وغير القابلة للتصرف، وضد الجماهير العربية في إسرائيل نفسها، هذا النهج الذي بات يتسم بطابع عنصري وفاشي واضح، فان حزبنا، مثله مثل جميع الأحزاب التقدمية الاردنية والعربية، يعبر عن شجبه للتحريض والدعم السخي الذي تغدقه المخابرات المركزية أمريكية على عملائها ومرتزقتها الكوبية لتنظيم مظاهرات تستهدف زعزعة استقرار كوبا وامن شعبها ، وعن ادانتهلتدخل الولايات المتحدة الفظ في الشؤون الداخلية لكوبا، وسعيها المحموم لاحداث تغيير في نظامها الاشتراكي يتماشى مع أطماع الاحتكارات الامريكية ومصالحها للتخلص من الأنظمة الثورية واليسارية ليس في كوبا وحسب، بل في جميع بلدان القارة الامريكية الجنوبية، التي لا تنتهج سياسات وطنية مستقلة وتقدمية لا تروق لواشنطن، وتقف عائقا امام تحقق اطماعها للهيمنة واستعادة النفوذ والثروات والممتلكات التي سيطرت عليها، دون وجه حق، في عهد نظام الدكتاتور المخلوع باتيستا، ويعبر عن تضامنه وتأييده التام لموقف القيادة الكوبية الذي يتصف بالمرونة والواقعية الثورية والحكمة والتي اكدت عبره أن الشعب الكوبي مستعد للدفاع عن الثورة، وعلى مواجهة استراتيجية الولايات المتحدة لتدمير الثورة  بهدوء وثقة ويقظة، معربة في نفس الوقت أن الثورة الكوبية منفتحة على الحوار والنقاش ومنغلقة على الابتزاز والتدخلات الأجنبية.

إننا على ثقة راسخة أن الثورة الكوبية ستبقى عصية على الترويض وستبقى شوكة في حلق الامبريالية الامريكية وعملائها مهما أطلقوا على انفسهم من نعوت.

ختاما، نجدد تضامنا المطلق مع نضال شعوب العالم اجمع وقواها الثورية، وفي طليعتها الأحزاب الشيوعية والعمالية في مواجهة تطاولات الامبريالية العالمية، ولا سيما الأمريكية، واعوانها من القوى الرجعية المحلية، الرامية لادامة سلطة رأس المال على حساب بؤس وشقاء الكادحين، وتدمير الطبيعة والاستغلال الجائر للثروات الطبيعية، واعاقة تحقيق نزوع  شعوب المعمورة قاطبة للخلاص من نظام  الرأسمالية المتوحشة، وإقامة النظام الاجتماعي الاقتصادي البديل النظام الاشتراكي، النظام الذي تتجلى فيه قيم الحرية الاصيلة والديمقراطية الحقة والعدالة الاجتماعية بأبعادها كافة. وشكرا لكم على حسن استماعكم.

 

عمان في 5/12/2021